وصف المدون

بوابة النداء - Al_Nidaa Gate
|
|

إعلان الرئيسية

عاجل

شريط الأخبار

تحقيق صحفي استقصائي ظاهرة التسول في قطاع غزة

        غزة-  النداء  للإعلام                                     تحقيق صحفي استقصائي ظاهرة التسول في قطاع غزة    أجرى التحقيق الصحفي محمد ح...

حجم الخط

 تحقيق صحفي استقصائي ظاهرة التسول في قطاع غزة

  
 

غزة- النداء للإعلام


 


                                  تحقيق صحفي استقصائي ظاهرة التسول في قطاع غزة


 


 أجرى التحقيق الصحفي محمد حسن أحمد


 


تُعَد ظاهرة التسول من القضايا الاجتماعية البارزة في قطاع غزة، حيث أصبح التسول جزءاً من المشهد اليومي في الشوارع والأماكن العامة. هذا التحقيق يستعرض أسباب انتشار هذه الظاهرة، تداعياتها على المجتمع، والجهود المبذولة لمكافحتها.، ففي السنوات الأخيرة ارتفعت أعداد المتسولين في قطاع غزة بشكل ملحوظ ، حيث تشير التقديرات إلى وجود آلاف الأفراد الذين يعتمدون على التسول كمصدر رئيسي للدخل، خاصة في المناطق التجارية الكبرى والأسواق الشعبية. وتعتبر الأزمات الاقتصادية المستمرة والحصار الإسرائيلي من أبرز أسباب زيادة التسول. يعاني قطاع غزة من مستويات بطالة مرتفعة وفقر مدقع، مما يضطر بعض الأفراد إلى التسول لتلبية احتياجاتهم الأساسية.


 


 


 


في لقاءات مع المتسولين للتعرف على ظروفهم و دوافع التسول لديهم في إطار التحقيق، قابلنا السيدة ف.ع  تبلغ من العمر 56 عاماً ، التي تعكس جزءًا من الواقع الصعب الذي يعيشه العديد من الأسر في غزة. وتعاني من أوضاع صعبة، حيث تعيل سبعة أبناء وزوج مريض بأمراض مزمنة، مما يضطرها للتسول لتلبية احتياجات أسرتها.


 


وفي لقاء مع ي.ع، شاب يبلغ من العمر 16 عاماً، يعيش في مخيم الشاطئ للاجئين بعد وفاة والده ، اضطر يوسف لترك دراسته لمساعدة عائلته، والدته تعاني من أمراض مزمنة ولا تعمل  ولديه أربعة إخوة أصغر منه مما يجعلهم يعتمدون على دخله المحدود من التسول وتنظيف السيارات، و يواجه صعوبات كبيرة في تأمين احتياجات أسرته اليومية لكنه يظل متفائلاً ويحلم بتحسن وضعه واستئناف دراسته، قصته تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها العديد من الشباب في المخيمات وتبرز الحاجة الى دعم أكبر لمساعدتهم في تحقيق مستقبل أفضل.


 


وفي لقاء مع م. ر البالغ من العمر 12عاماً والذي أوضح أنه يعمل مع شخص مقابل اجر يومي حيث يعطيه 15 شيكل يومياً والمبلغ الذي يجمعه من التسول يسلمه الى مسؤول المجموعة ، وعن أسباب لجوئه للتسول قال إنه يتيم الأب ، ولديه أربعة إخوة والدته مريضة ، ولا يوجد لديهم معيل مما جعله يقوم بالتسول ليستطيع توفير ثمن الدواء لوالدته وطعام لأخوته ، وبسؤله كم من المال يجمع في اليوم قال إنه يجمع أكثر من مائة شيكل ويعطيه المسؤول 15 شيكل ويأخذ باقي المبلغ.


 


وفي لقاء مع ت.ب البالغ من العمر 26عاما وهو أكبر إخوته الخمسة يعيشون في بيت ايجار بجباليا  ويعاني من ظروف صعبة بعد وفاة والدته قبل ثلاث سنوات حيث اصبح والده مقعدا ، ولا يستطيع العمل وانقطع عن الدراسة منذ الصف الرابع الابتدائي ويعمل في بيع المحارم متنقلا بين الشوارع لجمع أي دخل يعينه على تلبيه احتياجات اسرته بالإضافة إلى عمله لجأ إلى التسول كوسيلة إضافية لتحصيل المال اللازم لدعم نفسه وعائلته.


 


وفي لقاء الفتاة ح. ص البالغة من العمر 22 عاما قالت إن أسباب تسولها في الميادين العامة وفي الأسواق عدم وجود فرص عمل ، ولا يوجد معيل لأسرتهم ولا يتلقون أي مساعدات نقدية أو عينية ، ووالديها متوفيان ولديها أخوين مقعدين بسبب الشلل ، وثلاثة أخوات في المرحلة الابتدائية ، وهم في بيت إيجار ، لذلك تقوم بالتسول وهي غير راضية عن هذه الطريقة للحصول على المال ، ولكنها مضطرة على الرغم من خجلها وعدم رضاها .


 


وفي مقابلة الفتى ص.م البالغ من العمر 14 عاما من محافظة خانيونس يقول إن والدته مطلقة ووالده لا يصرف عليه ولا على والدته لذلك لجأ إلى التسول من خلال مسؤول عن مجموعات من المتسولين ، وهو يشتغل معه لمدة 12 ساعة دوام يوميا مقابل عشرين شيكل ، والمسؤول يأخذ المال من جميع المتسولين الذي جمعوه ، ويعطي كل فرد منا أجرته اليومية .


 


وللاطلاع على أسباب وجود شبكات التسول استطعت الوصول إلى أحد المسؤولين عن إحدى الشبكات البالغ عمره 55 عاماً، وبسؤاله عن أسباب وجود هذه الشبكات أوضح أن انتشار البطالة في القطاع وعدم وجود فرص عمل كانت فكرة شبكات التسول، ونقوم بتنظيم المتسولين وتوزيعهم على مناطق مناسبة للتسول، وكل يوم نقوم بتغيير الأشخاص إلى مناطق جديدة ، لكي لا يبقى المتسول في نفس المكان، ولدينا سيارات تنقل المتسولين من مكان لآخر حسب الظروف، ونقوم بمتابعتهم والإشراف عليهم، وتوفير وجبات طعام لهم في أثناء عملهم، وتوصيلهم إلى مكان قريب من بيوتهم .


 


مقابلة مع مسؤول حكومي


 


أجرينا مقابلة مع مسؤول حكومي بملف الشؤون الاجتماعية ، أكد على  التسول أصبح ظاهرة في المجتمع الغزي  ، وهذا يعود للظروف الاقتصادية الصعبة والحصار على قطاع غزة  ، وانحسار فرص العمل ، وكذلك بعض المشاكل الاجتماعية ، وهذا يتطلب تعزيز برامج الدعم الاجتماعي، وتنفيذ مبادرات جديدة مثل إنشاء مراكز دعم اجتماعي في المناطق الأكثر تضرراً، والتعاون مع القطاع الخاص لزيادة فرص العمل، وهذا يتطلب الحصول على مساعدات خارجية من أجل تخفيف الضغط الاقتصادي عن المواطنين ، وخلق فرص عمل .


 


 ولمعرفة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تقف وراء ظاهرة التسول  التقيت س.م أخصائي اجتماعي حيث أوضح بقوله: إن من بين الأسباب الاجتماعية التي تساهم في انتشار التسول الظروف العائلية الصعبة، مثل وجود عائلات كبيرة في حالة فقر مدقع، وكذلك أسباب اجتماعية واقتصادية ، وعدم توفر برامج دعم اجتماعي كافية. هذه العوامل تعزز الاعتماد على التسول كوسيلة للبقاء. علاوة على ذلك، تشير دلائل إلى استغلال شبكات التسول للمتسولين، حيث يتم تجنيد أفراد تحت تهديدات أو بطرق احتيالية.


 


وفي لقاء مع الدكتور ح. ص أستاذ علم النفس وبسؤاله عن التأثيرات النفسية والاجتماعية لظاهرة التسول أوضح أن التسول يؤثر بشكل سلبي على المجتمع، حيث يخلق بيئة من القلق والخوف من الاستغلال ، والتحول لبعض مظاهر الجريمة أو الانحراف في المجتمع ، كما أن  ظهور المتسولين في الأماكن العامة يمكن أن يسبب الضغوط النفسية على السكان ويقلل من جودة الحياة. كما أن التسول يؤثر على الاقتصاد المحلي، حيث يشعر التجار بالقلق من تراجع مبيعاتهم بسبب مشهد التسول الذي قد ينفر الزبائن، وللاطلاع على مدى قانونية التسول التقيت المحامي م.د الذي أوضح أن بعض الأنشطة المرتبطة بالتسول قد تكون غير قانونية، مثل التسول المنظم أو الاستغلال. تواجه السلطات المحلية صعوبة في التعامل مع هذه الأنشطة بسبب نقص القوانين الكافية أو الفعالة لمكافحة التسول بشكل شامل، وعن الجهود المبذولة لمكافحة التسول أوضح أن المبادرات الحكومية أطلقت مع العديد من المنظمات غير الحكومية برامج لدعم الأسر الفقيرة، وتقديم المساعدات المالية والإغاثية، بالإضافة إلى زيادة الوعي حول مخاطر التسول وتقديم بدائل عمل ، كما أن البرامج التعليمية والتدريبية تهدف بعض المبادرات إلى توفير برامج تدريبية وتعليمية لتحسين المهارات والفرص الاقتصادية للأفراد المعرضين للتسول، مما يساعدهم على إيجاد وظائف بديلة ، وكذلك التعاون مع المجتمع المدني حيث تلعب المنظمات غير الحكومية دوراً كبيراً في معالجة ظاهرة التسول من خلال تقديم المساعدات والخدمات الاجتماعية، فضلاً عن حملات توعية للجمهور.


 


وفي لقاءات مع وجهاء من المجتمع المحلي وخبراء في المجال النفسي والاجتماعي والاقتصادي أكدوا لنا بإمكانية الحد من ظاهرة التسول لكى لا تصبح ظاهرة بضرورة تعزيز برامج الدعم الاجتماعي بتوسيع نطاق المساعدات المالية وتطوير البرامج المهنية والتدريبية، ودعم المشاريع الصغيرة وتقديم قروض ميسرة أو منح للمشاريع الصغيرة لتحسين الوضع الاقتصادي، وتعزيز التعاون بين الجهات المختلفة وتحسين التنسيق بين الحكومة والمجتمع المدني وزيادة التوعية والتثقيف  و تنظيم حملات توعية حول كيفية التعامل مع التسول والتبليغ عن الأنشطة المشبوهة وتحسين الرقابة على شبكات التسول المنظمة وتعزيز التعاون مع الأجهزة الأمنية وتطبيق قوانين أكثر صرامة من خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن تحقيق تحسينات ملموسة في معالجة ظاهرة التسول في قطاع غزة، وتقديم دعم أفضل للأسر المحتاجة، وتقليل الاعتماد على التسول كوسيلة للبقاء.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح الخاصة بك. باستخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. سياسة الخصوصية
موافق