غزة- النداء
مخطط إسرائيلي كبير لتوسيع الاستيطان في الضفة وغور الأردن
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الاحتلال الاسرائيلي يعد لتنفيذ مخطط كبير لتوسيع عدد من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وغور الأردن. وكشفت الصحيفة ان الادارة المدنية قامت في عام 2014 وبتوجيه من القيادة السياسية، باعلان 3740 دونما من اراضي الضفة الغربية كأراضي دولة، وذلك في مناطق استراتيجية متاخمة لمستوطنات "كدوميم"، "حلميش"، و"عمانوئيل"، و"فيرد يريحو"، تمهيدا لتوسيع هذه المستوطنات.
واشارت الصحيفة الى عمل طاقم خاص في قسم المراقبة في الادارة المدنية يسمى طاقم "الخط الازرق" والذي يتولى مهمة اعداد البنى التحتية، على أرض الواقع، ومن ناحية قانونية لضم اراض جديدة الى الدولة، واعادة المصادقة على عمليات ضم سابقة. ويتم تخصيص اكثر من 99% من الأراضي المسماة "اراضي دولة" للمستوطنات.
ويشكل عمل طاقم "الخط الأزرق" الخطوة الاولى لتوسيع المستوطنات. فبعد ان يقوم الطاقم بتحديد اراضي الدولة، يمكن البدء بالتخطيط استعدادا لتقديم مخططات البناء الى الادارة المدنية. وفي عام 2014، اعد الطاقم 18 مشروع مسح وتخطيط للأراضي شمل 12.840 دونما، بينما تم في العام الذي سبقه، 2013، مسح وتخطيط 26.548 دونما. وتم في العام 2014 اعادة التصديق على ضم اراض للدولة في مستوطنات "كريات اربع" و"عطيرت"، وبؤرة "معاليه رحبعام"، و"نوكاديم"، و"أدورة"، و"بات عاين" الغربية.
ويدل فحص عمل الطاقم على نوايا القيادة السياسية بشأن توسيع المستوطنات. فبالقرب من "فيرد يريحو" تم اعداد منطقة واسعة تشمل 1545 دونما. وفي "كدوميم" عمل الطاقم على تجهيز تلة جديدة، مجاورة للمستوطنة، تبلغ مساحتها 165 دونما. وفي "نفيه تسوف" تم التخطيط لتوسيع المستوطنة على مساحة 782 دونما اضافية. وتم في "عمانوئيل" فحص 92 دونما، لتوسيع المنطقة الصناعية. كما شمل عمل الطاقم توسيع مناطق نفوذ المستوطنات التي اضيف اليها في عام 2014، 1162 دونما. فقد حصلت "بساجوت" على 155 دونما، و"الكناه" على 904 دونمات، على حساب المنطقة الصناعية "بوابة السامرة". وحصلت "مفو حبرون" على 600 دونم اضافية.
العليا تأمر الدولة بهدم تسعة بيوت في عوفرا خلال عامين
كتبت صحيفة "هآرتس" ان المحكمة العليا امرت دولة اسرائيل بهدم تسعة مبان اقامتها حركة "امناه" في مستوطنة عوفرا، على اراض ذات ملكية فلسطينية خاصة، وبدون الحصول على الترخيص القانوني. وكان اصحاب الارض ومنظمة "يش دين" قد التمسوا الى المحكمة في عام 2008. واصدرت المحكمة في حينه امرا احترازيا لمنع المستوطنين من السكن في البيوت، لكن المستوطنين خرقوا الامر واستوطنوها، ولم تحرك الشرطة ساكنا ضدهم رغم تقديم شكوى اليها بهذا الشأن.
وادعت الدولة في حينه انه لا يمكن هدم البيوت لأن عوفرا كلها بنيت بدون تراخيص وغالبيتها تقوم على اراض خاصة، ولذلك فان مصير البيوت التسعة سيتم حسمه مع بقية البيوت في اطار الاتفاق السياسي. وانتهى التداول في الملف في 2009، لكن القاضية دوريت بينش خرجت الى التقاعد قبل ان تحسم في الملف. والان قرر القضاة اشير عغرونس ومريام نؤور ويتسحاق عميت الامر بهدم البيوت التسع خلال عامين.
اطلاق سراح زعيم عصابة بات عاين التي خططت لقتل طالبات فلسطينيات في القدس
اطلقت سلطة السجون، امس، سراح عوفر غملئيل، زعيم عصابة "بات عاين" الذي ادين قبل 13 عاما بالسجن بتهمة العضوية في تنظيم "بات عاين". وكانت المحكمة قد فرضت عليه في عام 2003 السجن لمدة 15 سنة بعد ادانته بمحاولة القتل ومخالفات اسلحة، اثر قيامه بزرع عبوة ناسفة بالقرب من مدرسة البنات الإسلامية في القدس الشرقية ومحاولة قتل طالباتها.
وادعت لجنة اطلاق السراح انها وافقت على تخفيض محكومية غملئيل واطلاق سراحه المبكر بعد اجتيازه لعملية تأهيل وزوال امكانية عودته الى عمل مماثل. وقررت النيابة عدم الاعتراض على هذا القرار، رغم انها سبق وعارضت مثله في 2014 بعد ان تبين لها بأن السجين رفض المرور بعملية تأهيل ولم يعترف بفعلته.
اعتقال خمسة فلسطينيين بادعاء تخطيطهم لشن هجوم بالمفرقعات النارية
كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان حرس الحدود اعتقل قرب حاجز سالم، امس، خمسة مشبوهين بمحاولة تهريب مفرقعات نارية واستخدامها ضد الجنود على الحاجز.
وكانت الشرطة العسكرية قد احتجزت عند ساعات الظهر شخصا وصل الى المعبر، وخلال التحقيق معه اعترف ان سيارة ستصل الى المعبر وفيها عدد من الشبان ومعهم مفرقعات نارية سيتم استخدامها لاصابة جنود حرس الحدود. وسارع جنود حرس الحدود الى المعبر المخصص لمرور السيارات، ولاحظوا ان احدى السيارات تحاول الهرب، ومن ثم خرج منها شابين وحاولا الهرب. وبعد ملاحقتهما تم اعتقالهما، وعلى الفور وصلت مجموعة من الشبان وحاولت تخليصهما من ايدي الجنود، فقام الجنود باعتقال ثلاثة منهم. وتم خلال تفتيش السيارة العثور على المفرقعات النارية وسكين.
جنرالات اللواء الشمالي: "لبنان سيشغلنا لسنوات طويلة"
كتب موقع المستوطنين، انه تم يوم امس الاحد تعيين الجنرال تمير هايمان، قائدا للطابور الشمالي، بحضور قائد المنطقة الشمالية افيف كوخابي، وقائد الطابور السابق الجنرال نوعام تيفون. وقال كوخابي خلال المراسم التي جرت في اللطرون ان "اعادة تشكيل الطابور بعد حرب لبنان الثانية ليس مسالة مفهومة ضمنا. فلهذا الطابور دور حيوي غير اعتيادي، ولا شك بالحاجة اليه في مسيرة الجيش في اللواء الشمالي".
واضاف: "هذه منطقة واحدة مع جبهتين، وقد انطوت هذه العبارة على محتوى مختلف تماما في الأشهر الأخيرة. فالجهاد العالمي يعمل على هاتين الجبهتين منذ اكثر من سنة ونصف، ولكن حزب الله، بدأ في الاسابيع الأخيرة العمل في الجبهتين باعداد كبيرة. وتتولى سوريا وايران وحزب الله ادارة هاتين الجبهتين كجبهة واحدة".
وقال قائد الطابور المنتهية ولايته، الجنرال تيفون "ان لبنان سيشغلنا لسنوات طويلة، هذا هو اكثر تهديد معقد يواجهنا. لقد حاربنا عدة مرات، وانا اعرف ويمكنني القول اننا نملك الآليات لتوجيه ضربات صارمة الى اعداءنا اذا حتم الأمر".
وقال الجنرال هايمان معقبا على الاحداث الأخيرة، انه "يمكن الافتراض بأننا نتوقع أياما مشابهة قريبا، والتحدي المركزي هو اظهار الجاهزية العالية للحرب. وانا اتمنى ان نجيد استغلال الوقت بشكل ناجع لتحقيق هذا الهدف."
نتنياهو يتحدى واشنطن كما تحدى باريس
نقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله، امس، انه سيصل الى الولايات المتحدة لالقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي ضد الاتفاق النووي مع ايران، كما وصل الى باريس بعد العملية في "السوبر ماركت" اليهودي، رغم الانتقاد المتزايد في الولايات المتحدة لخطوته.
وقال نتنياهو خلال كلمة القاها في مؤتمر عقده الليكود للنشطاء الناطقين باللغة الفرنسية: "لقد وصلت الى باريس ليس كرئيس حكومة إسرائيل وانما كممثل لكل الشعب اليهودي. وكما وصلت الى باريس، هكذا سأصل الى كل مكان لاسماع موقف إسرائيل ضد كل من يستهدفون ارواحنا، وفي مقدمتهم النظام الايراني الذي يقول علانية انه ينوي ابادتنا. انا لا اتردد في قول الامور كي احذر من الخطر ومنعه".
وتطرق الى المسألة الايرانية وادعى انه الوحيد، وليس خصميه السياسيين، هرتسوغ وليفني، الذي يمكنه الوقوف امام ايران والمجتمع الدولي. وقال "انا اصمد امام الضغط الدولي وهناك من يستسلم لهذه الضغوط حتى قبل انتخابه".
وادعى نتنياهو ان المعلومات التي يملكها تبين ان الاتفاق الذي سيوقع بين القوى العظمى وايران هو اتفاق سيء وخطير لأنه يمكن لايران خلال فترة قصيرة تحقيق اختراق في مجال التسلح النووي والتحول الى دولة تملك القدرة على انتاج الكثير من القنابل النووي.
وفي الموضوع ذاته تكتب "يسرائيل هيوم" ان نتنياهو صرح قبل جلسة الحكومة، امس، ان "القوى العظمى وايران تسارعان نحو اتفاق سيسمح لايران بامتلاك سلاح نووي، الامر الذي سيهدد وجود دولة إسرائيل. وجرت في نهاية الأسبوع محادثات بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الايراني، واعلنا نيتهما استكمال اتفاق الاطار حتى نهاية آذار، ومن هنا ينبع الالحاح على بذل الجهود لصد الاتفاق السيء والخطير".
وقال نتنياهو انه ينوي العمل من اجل قيادة الجهود الدولية ضد تسلح ايران. واضاف: "سنفعل كل شيء وبكل الطرق كي نمنع الاتفاق السيء والخطير الذي سيلقي بظل ثقيل على مستقبل إسرائيل وامنها".
وزير إسرائيلي طلب لقاء وزير الخارجية الايطالي ولم يحضر!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شطاينتس، تسبب امس، بحادث دبلوماسي محرج مع ايطاليا على هامش مؤتمر ميونخ. فقد طلب شطاينتس تعيين لقاء له مع وزير الخارجية الايطالي فاولو جنتيليوني وتم الاتفاق على موعد للقاء، لكن الوزير الاسرائيلي لم يصل، الامر الذي سبب الغليان والغضب في الجانب الايطالي.
يشار الى ان شطاينتس طلب لقاء الوزير الايطالي في اطار مهمته التي سافر من اجلها الى ميونخ وهي اقناع الوزراء بعدم دعم الاتفاق مع ايران. وتزامن موعد الاجتماع الذي تم تعيينه بين شطاينتس وجنتيليوني مع موعد خطاب نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في المؤتمر. وبينما قام جنتيليوني وغادر قاعة المؤتمر متوجها للقاء شطاينتس حسب الموعد، الا ان الاخير فضل البقاء في القاعة ولم يصل. وبعد ربع ساعة من الانتظار ترك جنتيليوني المكان بغضب شديد.
وتبين انه بينما كان جنتيليوني ينتظر شطاينتس، واصل الأخير الجلوس داخل القاعة والاستماع الى بايدن، لا بل انتظر في الطابور بعد نهاية الخطاب، كي يصافح بايدن. وادعى شطاينتس انه لم يشأ مغادرة القاعة بسبب التوتر بين الادارة الامريكية وديوان رئاسة الحكومة الاسرائيلية كي لا يتم تفسير خروجه من القاعة كخطوة انتقامية لرفض بايدن حضور الجلسة التي سيخطب خلالها نتنياهو امام الكونغرس.
ملف الانتخابات
نتنياهو "يلتزم" بعدم الائتلاف مع هرتسوغ وليفني
تناولت الصحف الاسرائيلية اعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على صفحته في الفيسبوك، امس، بانه لن يشكل ائتلافا مع "المعسكر الصهيوني" بعد الانتخابات، والتزامه بضم البيت اليهودي الى الحكومة.
وكتب نتنياهو ان "هناك فجوة ايديولوجية عميقة بين الليكود وبوجي وتسيفي وقائمة حزب العمل باعضائها غير الصهاينة". واعتبر "البيت اليهودي" الشريك الطبيعي لليكود، وقال انه سيتم ضم البيت اليهودي الى الحكومة الواسعة التي ينوي تشكيلها بعد الانتخابات.
ويأتي تصريح نتنياهو هذا في اعقاب محاولات بينت حث مصوتي اليمين على دعم حزبه بسبب تراجع قوته في الاستطلاعات الاخيرة. وقال بينت للقناة الثانية انه يتخوف من قيام نتنياهو بدعوة هرتسوغ وليفني للانضمام الى ائتلافه وترك البيت اليهودي خارج الحكومة. وقال ان السؤال المصيري هو هل يريد الناس حكومة يسار مع نتنياهو او حكومتي انا مع نتنياهو. واضاف: الجميع يعرفون بأن نتنياهو سيكون رئيس الحكومة القادم".
وجاء ما كتبه نتنياهو على صفحته في الفيسبوك، ايضا بعد تصريح تسيبي ليفني لراديو 103FM، بأنها لن تنضم الى حكومة برئاسة نتنياهو وبينت. وقالت: "طريق نتنياهو وبينت ليس طريقنا".
الاحزاب المتدينة تنوي دعم نتنياهو
قال موقع "واللا" ان رئيس حركة شاس، ارييه درعي، ابلغه، امس، ان حزبه لن يجلس في حكومة يسارية. ملمحا الى ان "شاس" توصي رئيس الدولة بتكليف نتنياهو مهمة تشكيل الحكومة. وقال مقربون من درعي انه ينوي خلال الايام القريبة، تفسير نفسه بشكل اكبر، وذلك على خلفية ضعف قوة شاس اثر انشقاق ايلي يشاي.
واضاف الموقع انه بعد ساعات قليلة من تلميح درعي هذا، اعلن موشيه غافني ويعقوب ليتسمان، من "يهدوت هتوراة" ان حزبهما، ايضا، ينوي دعم نتنياهو. وقال ليتسمان لموقع "واللا" مساء امس، انه يتوقع "تنسيق الخطوات مع شاس"، لكنه اوضح بأن القرار يعود الى الحاخامات. وكان غافني قد اكد خلال مشاركته في مؤتمر عقد في منطقة الكرايوت، شمال حيفا، امس، ان حزبه لم يشترك حتى الآن في حكومة يسارية، وان هذه هي التوجيهات التي تلقاها حتى الان.
القائمة المشتركة مختلفة حول برنامج حملتها الانتخابية!
يدعي موقع "واللا" انه بعد اسبوعين من اعلان قرار خوض الانتخابات في قائمة مشتركة، لم تتوصل الاحزاب العربية حتى الآن، الى صوت مشترك يقود حملتها الانتخابية. وقال انه تم في نهاية الأسبوع نشر اول نداء مشترك تحت عنوان "ارادة الشعب"، لكنه لا توجد في المدن العربية والمدن المختلطة حتى الآن، اعلانات للقائمة، ولا يسود الشعور في الشارع العربي بوجود أي نشاط جماهيري لتشجيع المواطنين على التصويت.
وقال نواب من حزبين يشاركان في القائمة، لموقع "واللا" ان الحملة المشتركة ستبدأ بالظهور خلال الأيام القريبة، لكنهما اعترفا بوجود مصاعب في بلورتها. وقال احدهم ان السبب الرئيسي للتأخير يرجع الى التأخر في اعلان الوحدة، ولذلك فان القائمة تصل الآن فقط الى مرحلة تخطيط الحملة. وقال نائب آخر ان هناك خلافات حول مضمون الحملة المشتركة الى حد عدم الاتفاق على لوغو القائمة.
واضاف احد المشاركين في مبادرة توحيد الاحزاب: "لدينا اكثر من شهر بقليل لرفع نسبة التصويت بشكل حاسم في الشارع العربي، ومحاولة تجنيد الدعم من اليسار اليهودي. وكل يوم يمضي دون ان نتواجد في الشارع يعتبر مضيعة للوقت".
ورغم المصاعب التي تواجه تحريك الحملة، تستمد القائمة المشتركة التشجيع من توجه الدعم لها في استطلاعات الرأي، خاصة الداخلية في الوسط العربي والتي تشير الى ازدياد نسبة المؤيدين للمشاركة في التصويت. وتأمل القائمة المشتركة ان تصل نسبة التصويت الى 70%.
بينت ينعت العرب باللصوص ويثير زوبعة بين طلاب الثانويات
وصل قادة الاحزاب الاسرائيلية الرئيسية تباعا، امس، الى جامعة تل ابيب، لطرح برامجهم امام مئات طلاب صفوف الثاني عشر الذين سيصوتون هذه السنة لأول مرة. وقالت "يديعوت احرونوت" انه تم استقبال بعض قادة الاحزاب بالترحيب، فيما استقبل اخرون باللامبالاة. وعندما صعد نفتالي بينت الى المنصة لعرض خطته لمحاربة الجريمة، اثار زوبعة بين شعرات الطلاب العرب واليهود عندما اتهم العرب بسرقة السيارات، وزعم ان الشرطة تتخوف من دخول بلداتهم.
وكان بينت قد اعلن انه سيشترط دخوله الى الائتلاف الحكومي بتسليم حقيبة الامن للنائب ايليت شكيد. وخلال كلمته امس، ادعى بينت ان الامن الداخلي في إسرائيل يتدهور منذ عقد زمني، وفي اماكن معينة لا يتواجد. وقال: "من يحاول التجوال في النقب في السنوات الأخيرة يعرف انه لم يعد بامكانه ترك سيارته بالقرب من الجرف الصغير، او قرب احد الوديان، لأنه سيتم سرقتها، وكذلك الامر في بيتح تكفا والجليل. كما يتم سرقة الجرارات من المزارعين. وفي القدس الشرقية، لم يعد بامكانك الوصول الى جبل المكبر او جبل الزيتون، وفي كل قرية عربية ومدينة عربية، لا يمكن الدخول، لأنه في دولة إسرائيل تعمل سلطة القانون في تل ابيب ورعنانا، ولكن ليس في هذه البلدات، وهذا، بالمناسبة، يلحق ضررا اولا بالعرب".
وردا على اقوال بينت هذه اندلعت عاصفة في القاعة، فقد قام عشرات الطلاب العرب واليهود بمغادرة القاعة احتجاجا، وهم يرددون "فاشي". وعندها هتف بهم بينت "اهربوا، هذه هي دائما طريقة اليسار، الهرب". واحتجت الطالبة دالية حسون من دالية الكرمل على كلمات بينت، وقالت: "انا لست مواطنة من درجة ثانية، والدي واخوتي خدموا جميعا في الجيش واعطينا كل شيء للدولة". وحاول بينت تهدئة الطالبة الغاضبة، قائلا: "الدروز دائما في مقدمة المعسكر، انهم اخوتنا، كل من يريد اصابتهم، المس بهم او اقصائهم، ليس من صفنا".
ورفض الكثير من الطلاب العودة الى القاعة، وقال بعضهم ان بينت يشمل العرب كلهم في اتهامه لهم بالسرقة ثم يقول انه لا يكره العرب. ان تصريحاته تحرض على العنصرية. وادعى بينت معقبا انه ليس لديه أي شيء ضد العرب، وانه من اجل تقارب القلوب!
التماس لمنع "يسرائيل هيوم" من ترويج نتنياهو
كتبت "يديعوت احرونوت" ان المحامي شاحر بن مئير، قدم الى رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي سليم جبران، امس، التماسا يطالب فيه بمنع صحيفة "يسرائيل هيوم" من مواصلة نشر الدعاية الانتخابية الممنوعة لصالح بنيامين نتنياهو. ووصف المحامي الصحيفة بأنها "منصة دعائية لصالح المرشح، بقناع صحيفة". ويدعي ان "الظاهرة التي يصفها التماسه، وهي قيام رأسمالي (ليس مواطنا او مقيما في إسرائيل) بتأسيس صحيفة لصالح مرشح انتخابي، وتوزيعها مجانا، وسيطرته على قسم كبير من مجال الصحافة اليومية (بسبب توزيعها مجانا وبكميات كبيرة جدا) والتبرع بعشرات ملايين الدولارات لهذا الغرض، تشكل خطرا جوهريا وملموسا وفوريا على الديموقراطية القائمة على مبدأ المساواة".
وقدم بن مئير التماسه ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والليكود، و"يسرائيل هيوم"، ومحررها الرئيسي عاموس ريغف، وصاحبها شلدون ادلسون. وحسب الالتماس فان "يسرائيل هيوم" تضيف خطيئة الى جريمتها وتقوم بتوزيع منصة دعائية تتقمص هوية الصحيفة اليومية، خلافا لكل نمط تجاري ولبقية الصحف المكتوبة في إسرائيل، وكل ذلك لخدمة هدف واحد هو نشر دعاية ثابتة ومتواصلة على مدار السنة لمرشح واحد.
وحسب الالتماس فقد اجتمع نتنياهو وعقيلته مع الطاقم المؤسس للصحيفة قبل صدورها، وشاركا في بلورة سلسلة ادارتها. واشار الالتماس الى عمل عاموس ريغف، قبل تسليمه رئاسة تحرير الصحيفة، مستشارا لنتنياهو. كما اشار الى ان "يسرائيل هيوم" تمتنع عن نشر التطورات غير المريحة لنتنياهو والمقربين منه، حتى عندما ينطوي الامر على مصلحة واضحة للجمهور. وكمثال على ذلك يشير الى التحقيق في قضية "بيبي تورز" الذي تم بثه في القناة العاشرة، وكشف عن رحلات اسرة نتنياهو الى لندن خلال فترة حرب لبنان الثانية. كما يشير الى قيام الصحيفة في اعقاب موت احد المتظاهرين ضد غلاء المعيشة، بشطب اسمي نتنياهو ويوفال شطاينتس من الرسالة التي تركها المواطن، والتي يتهم فيها سلسلة من الشخصيات المسؤولة عن حالته واقدامه على احراق نفسه.
وارفق المحامي التماسه بوجهة نظر مهنية اعدتها باحثة الاعلام عنات بالينت، التي تكتب انه "اذا فحصنا التغطية التي يحظى بها نتنياهو في يسرائيل هيوم، فسنجد دلائل كثيرة على انحيازها، تبعد الصحيفة عن مبادئ العمل الصحفي وتقربها من الدعاية".
مراقب الدولة سيحقق بعد الانتخابات في مزاعم الليكود ضد حملة V15
كتبت "يسرائيل هيوم" ان مراقب الدولة، يوسف شبيرا، ينوي اجراء فحص، بعد الانتخابات، للعلاقة بين حملة V15 وبقية الجمعيات التي ذكرت في قضية "الجمعيات 2"، وبين المعسكر الصهيوني، حسب البلاغ الذي بعث به مكتب المراقب الى لجنة الانتخابات المركزية، امس، استمرارا لالتماس الليكود.
ويدعي المعسكر الصهيوني انه لم يثبت وجود علاقة بين حملة الملايين التي تهدف الى اسقاط الحكومة، وبين الكتلة. واوضح مكتب المراقب، ان المراقبة لن تفحص فقط العلاقة بين الحملة والحزب، وانما هوية المتبرعين الذين يدعمون الحملة والمبالغ التي تم تحويلها. وقال المراقب انه سيتم الفحص بعد الانتخابات، وفقط بعد قيام الاحزاب بتقديم تقارير مالية اليه. واوضح الناطق بلسان مكتب المراقب، انه في الوقت الحالي لا يوجد ما يمنع نشاط الجمعيات.
وقال طاقم V15: "سيسرنا التعاون مع مكتب مراقب الدولة بشكل علني وشفاف، تماما كما توجهنا اليه بمبادرتنا قبل التماس الليكود. نحن نرى في قرار المراقب اجراء فحص شامل بعد الانتخابات بمثابة مصادقة على كل نشاطنا على طريق الانتصار 2015".
الخميس القادم: مناقشة طلبات شطب نواب واحزاب
كتبت "يسرائيل هيوم" ان لجنة الانتخابات المركزية، ستناقش يوم الخميس القادم، طلب الغاء ترشيح اربعة احزاب ومرشحين للكنيست. وسيتمحور النقاش الاساسي حول طلب الليكود وإسرائيل بيتنا الغاء ترشيح النائب حنين زعبي للكنيست القادمة، "بسبب دعمها لحماس". واما الطلب الثاني الذي تم تقديمه من قبل مقر مكافحة العنصرية، فيتعلق بالغاء ترشيح باروخ مرزل. وسيجري في نهاية كل نقاش التصويت على الطلب. كما ستناقش اللجنة طلب الغاء قائمة إسرائيل بيتنا والقائمة المشتركة وقائمة المعسكر الصهيوني وقائمة ميرتس وقائمة "عاليه يروك".
مقالات
هل يوجد أمل؟
يكتب عوزي برعام في "هآرتس" انه لا يمكنه التنبؤ بنتائج الانتخابات القريبة، ولكن لا شك بأن معركة الانتخابات هذه تتميز بفرضية خفية تشير الى ان غالبية الجمهور الاسرائيلي يميل الى اليمين من ناحية عاطفية. فالعداء للعرب هو حقيقة راسخة، وتم اخراج كلمة "سلام" من الحوار العام، وهناك احزاب تتمشى مع هذه الفرضية وتلائم مواقفها معها، وهناك من تحاول اخذها في الاعتبار من خلال الامل بتحقيق تغيير صغير لدى بعض مصوتي اليمين.
ويلاحظ انطواء السياسيين باتجاه اليمين بشكل بارز. فافيغدور ليبرمان الذي تحدث الى ما قبل فترة وجيزة عن السلام الاقليمي، يتحدث الان بلغة الكراهية للعرب في إسرائيل وحتى للمقدسات الاسلامية. ويمكن لهذه الكراهية ان تساعده على اجتياز نسبة الحسم. كما عاد ارييه درعي الى التصريح ضد الانضمام الى حكومة وسط – يسار. فهو يفترض ان هذه هي رغبة المصوتين. واما ايلي يشاي، فسيكون، حسب الاستطلاعات، "مفاجأة الانتخابات"، حيث يتوقع تمكنه مع يوني شطبون المتطرف، من اجتياز نسبة الحسم بمساعدة الحاخامات الذين من المؤكد انهم سيطالبون بتحويل يوم ذكرى باروخ غولدشتاين (منفذ مجزرة الحرم الابراهيمي) الى مراسم رسمية.
واذا كان هذا هو الوضع، فمن اين يمكن استلهام الأمل؟ واين يمكن العثور على فرصة حقيقية للتغيير؟ صحيح ان نتنياهو ليس محبوبا، وانه خيار اللامفر بالنسبة لناخبيه، ولكنه يوفر دعما كبيرا لفرضية ان الجمهور يميل في غالبيته نحو اليمين، والتي ترافق الناخبين في طريقهم الى صناديق الاقتراع. حتى الاحزاب التي تتحدى نتنياهو لا تؤمن كما يبدو، بانها تملك القدرة على تقويض هذه الفرضية، وانما فقط، اقتراح تحليل لها، بشكل يولد تصدعات في دعم اليمين.
من الواضح ان نتنياهو سيفضل التهرب من كل نقاش في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، سيما انه يسود الاجماع الواسع على ان حكومات اليمين تسببت مع سبق الاصرار بتوسيع الفجوات وغياب العدالة المتواصل في توزيع الموارد وتقويض مكانة الشرائح المتوسطة. هذا هو سر قوة المعارضة لنتنياهو، ولذلك يسعى نتنياهو الى حرف المعركة الانتخابية نحو القضايا الامنية والوجودية – مخاطر، تهديدات ومخاوف. ولن يستطيع أي حزب التفوق عليه اذا لم يواجه رسائله ويعرض رسائل بديلة.
لكن هذا لن يحدث بسبب خطاب واحد ليتسحاق هرتسوغ، وانما يحتم تنظيم حملة كاملة، تواجه هذه الفرضية وتطرح التحدي الواضح لها. نتنياهو وطريقه يشكلان خطرا على إسرائيل، وبالتالي على كل مواطن فيها. لقد قال بن غوريون ان قوة إسرائيل ترتبط بقدرتها على الصمود العسكري والمكانة الدولية. لكن نتنياهو ورجاله اوصلوا الدولة الى وضع جعل العالم كله يقوم ضدها.
قبل 20 سنة فقط تم الانتصار على جنوب افريقيا بواسطة العقوبات الدولية التي غيرت وجه الدولة بشكل تام. نحن لسنا اكثر حصانة من جنوب افريقيا، ونحن نعيش في منطقة عربية ولكي نبقى نحتاج الى مساعدة العالم لنا، خاصة اوروبا وامريكا. انتخاب حكومة يمين جديدة سيستقبل بمعارضة دولية، لأنها ستتهرب من كل اتفاق مع الفلسطينيين وستقود الى انشاء دولة واحدة، ربما ستسمى الدولة اليهودية، ولكنها ستتحول الى دولة كل مواطنيها، بما في ذلك عرب الضفة الغربية، لأن إسرائيل لا تستطيع السماح لنفسها بالعمل بطرق غير ديموقراطية.
يجب على الاحزاب التي تطرح بديلا لنتنياهو ان توضح بأنها ستحقق امنا اكثر للدولة ومواطنيها من خلال خلق حوار مع جيراننا ومع العالم. سيما انه ليس صدفة، ان المتطرفين الاسلاميين يريدون انتصار اليمين. فهو سيسهل عليهم في صراعهم من اجل القضاء على دولة إسرائيل.
الانشغال بداعش يعمق التحالف بين إسرائيل والاردن ومصر.
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" انه على حدود السلام الوحيدة لإسرائيل، الحدود الأردنية والحدود المصرية، تواجه جارتيها الآن ذروة مؤقتة في التحديات التي يفرضها عليهما تنظيم الدولة الإسلامية (دعاش) وفروعه المحلية. ويمكن لهذين البلدين بعد تعميق علاقاتهما مع إسرائيل، خلال العام الماضي، في ضوء عدم الاستقرار في المنطقة، ان تزيدا من اعتمادهما على العمق الاستراتيجي الذي توفره جارتهما.
وفقا لتقرير نشرته شبكة التلفزيون الامريكية CNN الأسبوع الماضي، فقد ارسلت إسرائيل الى حدود الأردن مع سوريا، طائرات بدون طيار، كي تساعد الاردن في جمع المعلومات الاستخبارية بهدف منع الهجمات المحتملة لدعاش من جهة الحدود الشمالية. لقد اشتدت المواجهة بين الاردن ودعاش في اعقاب نشر شريط الفيديو الذي يوثق لاحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حتى الموت، وهو الحدث الذي تم عمليا قبل اكثر من شهر، لكنه تم نشره الأسبوع الماضي فقط.
وبعد قتل الطيار الأسير، اجتاحت الاردن موجة تطالب بالانتقام. وقام سلاح الجو الاردني بعشرات الطلعات الهجومية ضد اهداف لداعش في سوريا. وفي سيناء يقود الجيش المصري هجوما واسعا ضد نشطاء التنظيم المتطرف انصار بيت المقدس، بعد قيامهم بقتل 32 مصريا، غالبيتهم من قوات الامن، في سلسلة من العمليات المنسقة التي تم تنفيذها في شمال سيناء في التاسع والعشرين من كانون الثاني الماضي. وقد اعلن هذا التنظيم عن نقل ولائه من القاعدة الى داعش، في تشرين الثاني الماضي.
لقد خلق قتل الطيار الأردني، وبشكل مشابه الى حد ما، الهجمات الارهابية الأخيرة في سيناء، توقعات من النظامين بالرد بكل قوة. ويحرص القصر الملكي في الأردن على حصول الهجمات الجوية التي يشنها على اهداف داعش في سوريا، على تغطية اعلامية واسعة في الاردن. وفي سيناء يهاجم الجيش المصري مواقع "انصار بيت المقدس" بواسطة قوات المشاة والمروحيات العسكرية التي يتسلل بعضها الى اجواء قطاع غزة كي تتمكن من هناك من توجيه اصابة اكثر دقة الى معسكرات التنظيم الاسلامي المتاخمة للحدود داخل سيناء.
ان التجاهل المصري الصارخ لنظام حماس في القطاع ليس مجرد صدفة. فالقاهرة، تتهم حماس بشكل علني بتوفير دعم خلفي، لوجستي وعسكري للتنظيمات التي تعمل ضدها في سيناء، وقامت بتجديد تهديداتها لها، منذ آخر سلسلة من الهجمات، وتعتزم مواصلة هدم آلاف المنازل في رفح المصرية، حتى يتم إنشاء منطقة أمنية عازلة بعرض كيلومترين على طول الحدود مع قطاع غزة. والغرض من المنطقة العازلة هو تقليل عدد أنفاق التهريب إلى الجانب الفلسطيني. التدابير المصرية والأردنية تعزز، بشكل غير علني، ما يمكن تسميته "وحدة الجهات الخاضعة للتهديد" بين البلدين وإسرائيل. لقد قام الأردن مؤخرا باعادة سفيره إلى تل أبيب، بعد رحيله قبل ثلاثة أشهر احتجاجا على سياسة حكومة نتنياهو في الحرم القدسي. ومنذ أن بدأ رئيس الوزراء بخطوات لتهدئة الوضع في القدس وحظر على اعضاء الجناح الأيمن في ائتلافه دخول الحرم، عادت العلاقات بين إسرائيل والاردن الى سابق عهدها. ولكن من وجهة النظر الاسرائيلية، لم تكن نتائج كل التطورات الاخيرة ايجابية بالضرورة. فارتفاع حالة الاحتكاك بين الاردن وداعش، ستترك تأثيرا على الوضع الامني الداخلي في المملكة. وتعارض التنظيمات الشريكة في جبهة العمل الاسلامي في الاردن، شن الهجمات على داعش، ويمكن للحرب التي اعلنها الملك عبدالله على التنظيم الاسلامي ان تزيد من الخلافات الداخلية وتقود الى عمليات انتقام من قبل داعش، حتى من جهة الحدود العراقية.
وأما في مصر، فهناك نوعان من العواقب السلبية المحتملة. تجديد الضغوط المصرية على حماس، إلى جانب تأخير إعادة بناء غزة، مما يزيد من خطر تجدد العنف الفلسطيني ضد إسرائيل من قطاع غزة، بتشجيع من حماس أو بتواطؤ منها مع الأحزاب الناشطة الصغيرة. ويمكن لأنصار بيت المقدس، التي كانت مسؤولة عن هجمات ارهابية شديدة ضد إسرائيل في الماضي (واخطرها الحادث الذي وقع في آب 2011 والذي اسفر عن قتل ثمانية إسرائيليين في عين نتافيم) ان تعود لمهاجمة أهداف إسرائيلية، كوسيلة للفت الانتباه إلى حرب الاستنزاف التي تديرها في سيناء ضد قوات الأمن المصرية .
يجب تقليص الضرر.
يكتب البروفيسور ايتان جلبواع، خبير الشؤون الامريكية في جامعة بار ايلان، في "يديعوت احرونوت" ان قرار نتنياهو القاء خطاب امام اعضاء مجلسي الكونغرس والسينات، حول النووي الايراني، يعتبر خطأ فادحا. فهو لم يتسبب فقط، بتصعيد اخر للتوتر الذي يسود العلاقات المتضعضعة مع اوباما، وانما احدث ازمة في العلاقات مع الحزب الديموقراطي، واحراج الجالية اليهودية التي تؤيد غالبيتها الحزب الديموقراطي. كما الحق مسا كبيرا باللوبي الاسرائيلي في واشنطن، والذي يعتمد على دعم الحزبين والجالية اليهودية، وكذلك فجر مكانة سفير إسرائيل رون دريمر، ومن شأنه ان يؤدي الى تصليب موقف ايران التي تنظر بتشوق الى انهيار مكانة إسرائيل في البيت الابيض وفي الكونغرس.
كما ان تمسك نتنياهو بخطة السفر الاصلية يعتبر خطا آخر. وهناك طرق عدة لتقليص الضرر، ويتحتم على نتنياهو تبني احداها. لقد بنى نتنياهو على دعم واسع من قبل الحزبين لموقفه الذي يدعو الى تشديد العقوبات على ايران. واعلن اوباما انه سيفرض الفيتو على العقوبات اذا ما صادق الكونغرس عليها، الا ان نتنياهو اعتقد انه سينجح بتجنيد 67 عضوا في مجلس الشيوخ من الحزبين، وهي الغالبية المطلوبة للتغلب على الفيتو الرئاسي. لكن نتنياهو اخطأ وحصل على نتيجة معكوسة. ففي اللحظة التي تحول فيها الخطاب الى موضوع سياسي وحزبي بين اوباما والكونغرس الجمهوري، وبين قادة الجمهوريين والديموقراطيين، تبخرت الفائدة من هذا الخطاب، وان كانت اصلا محل شك. في الأسبوع الماضي، حاول نتنياهو، ورئيس الكنيست يولي ادلشتين، والسفير دريمر، منع تغيب الديموقراطيين عن الجلسة، لكن جهودهم فشلت. فالديموقراطيين، وخاصة النواب اليهود، وجهوا انتقادات ثاقبة الى الخطوة بكاملها، واقترحوا على نتنياهو التراجع عن القاء الخطاب. كما يبدو فان اوباما يقود الى اتفاق سيء مع ايران – حسب اعتقاد مصادر داخل الادارة واعضاء في الكونغرس من الحزبين، وحكومات اوروبية. ويعتبر الموقف الاوروبي اكثر موضوعيا وناجعا من الموقف السياسي للكونغرس، كما انه يمارس الضغط على اوباما، وهكذا فان فرص انتهاء المفاوضات مع ايران حتى اذار، ضعيفة جدا، حسب ما يقوله رئيس وكالة الطاقة النووية في الامم المتحدة يوكيا امانو.
لقد اعلن قادة المؤيدين لتشديد العقوبات في الكونغرس انهم سيناقشون تشديد العقوبات في نهاية آذار فقط، ولذلك لا يوجد أي مبرر يحتم تسريع سفر نتنياهو الى واشنطن، والذي يبدو فقط كخطوة انتخابية يرافقها اللقاء مع الجمهوريين بهدف المس باوباما.
امام نتنياهو اربع خيارات: الغاء السفر والخطاب، الغاء الخطاب ولكن السفر الى واشنطن والتقاء قادة الكونغرس والنواب الكبار بشكل شخصي، كما اقترح نواب يهود من الحزب الديموقراطي، دعوة هرتسوغ لمرافقته او تأجيل الرحلة والخطاب الى ما بعد الانتخابات في إسرائيل. كل واحدة من هذه الخيارات افضل بكثيرمن الامكانية القائمة.
خطاب امام الجمهوريين وقلة من الديموقراطيين المحرجين، في وقت يتغيب فيه رئيس مجلس الشيوخ، نائب الرئيس جو بايدن، وزعيم الديموقراطيين في مجلسي النواب، سيسبب ضررا آخر للمسألة الايرانية ولعلاقات اسرائيل والولايات المتحدة.
بما ان نتنياهو يدعي عدم وجود علاقة بين الانتخابات وتوقيت الخطاب، واذا كان يفترض بالكونغرس مناقشة فرض عقوبات جديدة في نهاية آذار، فان البديل الافضل هو الغاء الخطاب كليا، او على الاقل تأجيله الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية.
السيسي وقطر: اشتداد الأزمة
يكتب د. رؤوبين باركو، في "يسرائيل هيوم" ان المصالحة بين قطر ومصر، بوساطة الملك السعودي الراحل، عبد الله، منيت بالفشل. فتمسك قطر بتدمير سلطة الرئيس المصري وعودة الاخوان المسلمين الى السلطة، ينعكس مرارا في بث قناة الجزيرة القطرية، وفي نشر "اقتباسات" سرية و"مطبوخة" للسيسي ورجاله، الذين سلبوا السلطة من مرسي "المقدس" ومن "الاخوان". هذه الاجندة المعادية لمصر، التي تشارك فيها تركيا، مستمدة من حلم تحقيق الامبراطورية الإسلامية السنية، وتدمير الانظمة العربية التي تميل الى "الحداثة"، وغمزة الخيانة القطرية لايران النووية.
في اعقاب حظر تنظيم الاخوان المسلمين في مصر، ازدادت قوة التحريض القطري وتصاعدت بتشجيع منها اعمال الارهاب ضد اهداف داخل مصر وسيناء. ويستدل من رسائل ومعلومات استخباراتية انه تم تنفيذ العمليات من قبل انصار بيت المقدس، الذين ينتمون الى داعش، بتعاون من قبل حماس وذراعها العسكري، عز الدين القسام، وهما "دمية" لقطر التي تمولهما. ولهذا السبب حظرت مصر تنظيم حماس وكتائب القسام.
وردا على الخطوات المصرية، عرضت قناة الجزيرة مؤخرا، رجال الذراع العسكرية لحماس، الذين اعتبروا الرئيس المصري خائنا للاسلام والعرب الذين يحاربون من اجل تحرير "فلسطين". وفي المقابل تقوم الجزيرة، وبشكل مهووس، بتغطية خرق النظام والعمليات التي تنفذها حركة الاخوان المسلمين في مصر من اجل تقويض مؤسسات السلطة، وابعاد المستثمرين والمس بصورة الاستقرار التي تحاول السلطة المصرية خلقها امام الامريكيين المترددين، وامام الدول العربية التي يفترض فيها دعم ترميم مصر.
بعد خيبة املهم من عدم اطلاق سراح مراسلي الجزيرة المعتقلين في مصر منذ اكثر من سنة، صعد القطريون من تقارير التحريض في خدمة الاخوان المسلمين. وفي هذا الاطار عرضت الجزيرة اقتباسا لمحادثة بين السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع، ورئيس مكتبه، والتي تم تسجيلها في مطلع 2014. وفي تلك المحادثة يسخر السيسي من دول الخليج العابرة والثرية التي تسيطر على ثروة كبيرة، في وقت يجوع فيه الشعب المصري.
وجرت هذه المحادثة عندما كانت مصر تنتظر ميزانية قيمتها 30 مليار دولار من دول الخليج لدعم الجيش المصري. وتم نشر هذا التسجيل على قناة الجزيرة بهدف الايقاع بين السيسي ودول الخليج التي يفترض ان تعقد في الشهر المقبل مؤتمرا في شرم الشيخ. كما يهدف النشر الى التخريب على جهود اعادة اعمار مصر.
ان السيسي على حق، فالدول العربية السنية، يتم التضحية بها حاليا كثمن يتم دفعه لايران التي تتسلح بالنووي بدون أي عائق. لقد استوعبت هذه الدول ان الاستقرار في مصر، يعتبر شرطا حيويا لأمنها القومي، ولذلك فان تقديمها المساعدة لمصر ليس "منة". عرض اغتناء امير قطر في الاقتباس عن السيسي، كمن يغرق في الذهب بينما يجوع ملايين المصريين، في ظل التهديد الايراني الوجودي للعرب، هو سيف ذو حدين وخطير، سيرتد في نهاية الامر الى نحر قطر.
إرسال تعليق