![]()
لقد شاع عند كثير من المسلمين أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في السابع والعشرين من شهر رجب، وهذا خطأٌ كبير، لأنه لم يرد حديث نبوي صحيح، ولا يُقوِّيه أثرٌ عن أحدٍ من أهل القرون المفضلة الأولى وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم، ولا اتفق عليه أهل التأريخ والسير، ولا ذهب إليه أكثرهم. بل اختلف العلماء في حادثة الإسراء والمعراج متى كانت؟ فاختلفوا في أي سنة كانت؟ فقيل: قبل الهجرة بسنة، وجرى عليه الإمام النووي ، وادعى ابن حزم الإجماع على ذلك، وقال القاضي: قبل الهجرة بخمس سنين. واختلفوا في أي الشهور كانت، فجزم ابن الأثير وجمع منهم النووي بأنها كانت في ربيع الأول، قال النووي: ليلة سبع وعشرين، وعلى هذا جمع من العلماء، وقيل: كانت في رجب. وقيل: رمضان. وقيل: شوال، راجع سبل الهدى والرشاد: للصالحي.
ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم يحتفل بليلة الإسراء والمعراج ولم يأمر به من بعده من الخلفاء، ولم يحتفل الخلفاء الراشدون وممن بعدهم بتلك الليلة وهم خير القرون على الإطلاق ـ فكيف ابتدع الناس اليوم بدعة عجيبة وفتحوا على المسلمين أبواباً للشر كانت مغلقة. - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "...ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لاسيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يُعرَف أي ليلة كانت" (نقله عنه ابن القيم في الزاد: [1/54). وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد أن ذكر الاختلاف في تحديد ليلة الإسراء: "...وفي ذلك ما يُشعِر اللبيب أن السلَف ما كانوا يحتفلون بهذه الليلة، ولا كانوا يتخذونها عيدا، لا في رجب، ولا في غيره ولو أنهم احتفلوا بها، كما يفعل الخلَف اليوم، لتواتر ذلك عنهم، ولتعينت الليلة عند الخلف، ولم يختلفوا هذا الاختلاف العجيب".(حاشية أداء ما وجب، ص: 54).

إرسال تعليق